الثلاثاء، 3 فبراير 2015


بسم الله الرحمن الرحيم

إيضاح من أسرة آل هبدان في الرياض والخيس وسدير والقصيم والكويت


الحمد لله رب العالمين , ولا عدوان إلا على الظالمين , والعاقبة للمتقين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, أما بعد:
فهذا إيضاح حول ما ذكره - عبدالعزيز بن محمد بن هديب العبدالله في مؤلفه بعنوان (  الوشي المحبر في أخبار آل بو حسين أهل قارة بنو العنبر " نسب _ تاريخ _ رجال ") عن نسب أسرتنا ال هبدان, ولنا مع ما ذكره المؤلف حول ذلك وقفات:

الوقفة الأولى:
إن في ذاكرة التاريخ لآل هبدان وعشيرتهم آل محدث من الأحداث في مصادر وكتب التاريخ النجدية ولدى الرواة في المنطقة ما يشرفها ويكفيها عن ذكر هذا المؤلف العابث وأمثاله.
الوقفة الثانية :
نسب آل محدث : آل محدث من آل حديثة من ال مانع (أهل قارة بني العنبر) من بني العنبر بن عمرو بن تميم.
وعشيرة ( آل محدث ) ينتسب إليها اليوم عدد من الأسر هم :
1/ أسرة آل هبدان في سدير والقصيم والكويت وغيرها , وهم من ذرية هبدان بن نافع بن هبدان بن مانع آل محدث من آل حديثة من ال مانع من بني العنبر بن عمرو بن تميم.
وهم أهل بلد الخيس القريبة من بلد المجمعة وأمراؤها إلى وقتنا الحاضر ، وهبدان بن نافع له أبناء أربعة هم ( عبدالله و إبراهيم و نافع و محمد ) أما عبدالله (ت1250هـ) فهو جد أهل بريدة , وإبراهيم و نافع منقطعان , ومحمد هو جد أهل الخيس والمجمعة و الغاط والكويت.
2/ آل روسا وهم أبناء أمير الخيس محمد بن عبدالله آل محدث من آل حديثة من ال مانع من بني العنبر بن عمرو بن تميم
وأبناؤه اثنان هم : عبدالله وهو منقطع , وإبراهيم , والموجودون من أسرة آل روسا اليوم هم من ذرية إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن محدث وهم في بلد المجمعة والرياض.
3/ آل غديان من آل محدث من آل حديثة من ال مانع من بني العنبر بن عمرو بن تميم , ويسكنون الآن في الرياض و الزلفي وهم أبناء الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن غديان و أخيه الشيخ عبدالرزاق بن عبدالرحمن آل غديان و أبناء عمومتهم في الكويت وهم آل سليمان و آل يحيى والجميع يرجعون إلى آل غديان.

الوقفة الثالثة :
1/ كان خروج محدث من القارة إلى جلاجل وبعدها سكن الزلفي ثم الغاط ثم استقر في بلد الخيس (خيس آل محدث) والرواية التي ذكرها ابن عيسى نقلاً عن أمير الخيس الشيخ إبراهيم بن محمد بن هبدان بن نافع بن هبدان بن مانع آل محدث عندما تطرق لتاريخ جده محدث قد بَيّنت ذلك.
2/ ما زعمه صاحب كتاب (الوشي) بأن قدوم هبدان بن نافع إلى الخيس كان في منتصف القرن الثالث عشر الهجري مردود عليه وهو من تلفيقه أيضا , إذ كيف يكون قدومه إلى الخيس في هذا التاريخ وحفيده عبدالرحمن بن عبدالله بن هبدان له شهادة في الخيس سنة (1236هـ) كذلك ابنه عبدالله بن هبدان قد توفي في الخيس قبل (1250هـ) تقريبا وهذا مثبت عندنا بالوثائق .


الوقفة الرابعة :
بكل أسف تعمد صاحب (كتاب الوشي في ج2 في ص315) الكذب على ابن عيسى رحمه الله ونسب إليه أنه نقل عن إبراهيم بن هبدان أنه قال : بأن ( جده لأمه !! ) فأضاف المؤلف (لأمه) لإيهام القارئ أن النسابة ابن هبدان يرى أن محدث ( جده لأمه ) وهذا تزوير صريح وكذب متعمد والقارئ يعرف أنه في علم الأنساب والمواريث إذا (ذكر الجد) فيقصد به الجد لأب وهم الأصول إلا إذا ذُكر صريحا ( جده لأمه ) أو وجدت قرينة لذلك .
كما تعمد الكذب عليه مرة أخرى وادعى زوراً أن ابن عيسى نقل عن ابراهيم بن هبدان انه يقول : بأن آل حديثة كانوا  أمراء جلاجل
فلم يقل أمير الخيس الشيخ ابراهيم بن محمد بن هبدان لابن عيسى رحمهما الله بأنه كان لآل حديثة إمارة في جلاجل كما زعم مؤلف كتاب الوشي, وإنما ذكر الجد ابراهيم أن الدواسر غلبوا جده محدث على جلاجل , وهو يقصد بأنهم غلبوه على أملاكه في جلاجل , وما ذكره المؤلف عن ابن عيسى نقلا عن ابراهيم بن هبدان أن لآل حديثة إمارة في جلاجل كذب على ابن عيسى وعلى الجد ابراهيم رحمهما الله وليس لها مصدر إلا خيال مؤلف كتاب الوشي فقط.

الوقفة الخامسة:
1/ الاعتماد في نسبنا على ما نرويه عن أسلافنا وعلى ما بأيدنا من الوثائق الخاصة بأسرتنا آل هبدان ومنها وثيقة قسمة عبدالرحمن ومانع آل محدث بخط الشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين المتوفى سنة (1123هـ) في بلد الغاط في ملك آل حديثه والذي بيع جزء منه إلى أسرة آل حصيِن ( النواصر ) وفي هذا الملك وقف للجد مانع آل محدث وهو بيد أسرتنا (آل هبدان) يُصرف للصوام في جامع بلد الخيس ، بالإضافة إلى وثائق موالي آل محدث ( أبا التيوس ) في الغاط والزلفي والتي انتقلت أملاكهم بالتعصيب بالولاء إلى آل هبدان.
2/ في شهادة محمد آل علي ( من النواصر أهل الخيس والغاط ) عندما ذهب هو وأمير الخيس محمد الملقب بالروسا إلى حمد الحديثي راع الحصون , قال حمد لمحمد الروسا : (أنت يا محمد وبناخِيك أقرب من لي), وحمد الحديثي ذكر فيها أنت وبناخيك (وبناخيه المقصود بهم :آل هبدان بن نافع بن هبدان بن مانع آل محدث) فهم الأقرب لحمد الحديثي راعي الحصون، حيث أن الجميع يلتقون في آل حديثه .
3/ إضافة إلى ما ذكر أعلاه فإن آل هبدان يشتركون مع حمد الحديثي في الأملاك التالية الواقعة في بلد الحصون وهي :  ( مقاري العليا _ والزعيرية _ وسميحة _ وفرحة ) حسب ما لدينا من وثائق تثبت ذلك.
وكذلك لمّا توفي حمد الحديثي وليس له عقب إلا بنات قام أمير الخيس إبراهيم بن محمد بن هبدان ( ابناخيهم ) بالمطالبة بمصالح سبل حمد الحديثي حسب الوثيقة التي بأيدينا وتثبت ذلك ، وفي هذا دلالة واضحة لا تقبل الشك عن قرابة آل هبدان بحمد الحديثي القوية في النسب.

الوقفة السادسة :
1/ الشهادات التي كتبت من أجل قسمة الأحساء لتركة نورة بنت إبراهيم بن عثمان بن مانع - والتي كانت القسمة فيها ثلث للهبدان وثلث للربيعة وثلث للرشيدان - كتبت في ذلك الحين لتثبيت حق لأشخاص يجتمعون في حق جامع بينهم لم تتضح لهم كيفية وصوله لهم , فاصطلحوا بناء عليه لتحقيق مصلحة التعصيب في حينه وتمت الشهادات, وما كان ليتم الوصول للحق لولا هذا, وهو عمل مشروع تجيزه الشريعة في حال خشية ضياع الحق, وذلك لأن نظام الدولة العثمانية (وهو نظام كافة الدول الإسلامية) في حالة عدم وجود قريب ثابت القرابة محدد الدرجة من المتوفى فإن التركة تؤول لبيت المال, فعمد هؤلاء الأشخاص بسبب الاشتباه عندهم في درجة القرابة من المتوفاة ومن منهم الأحق بالتعصيب, فاصطلحوا على الثلث لكل أسرة ورتبوا هذا الصلح وحددت درجة القربى لاستكمال أركان التعصيب والوصول للحق, وتحديد سعود جد جامع كما نصوا على ذلك ( نجتمع في بطن واحد من أجدادنا وهو آل سعود ) ولم يحددوا في أي جيل يلتقون .
وقد أشار إلى أن الأمر قصد به الصلح وليس القرابة الدكتور بدر بن عبدالعزيز الربيعة رحمه الله بما نصه: ( ... آل رشيدان وآل مانع وهما أسرتان انقرضتا فأما آل رشيدان فآل عصبهم لآل هبدان أما آل مانع فآل عصبهم لآل ربيعة ولا زالت أملاكهم بالأحساء بأيديهم وليس العصب دليل قرب وإنما صلح تم بين الأسرتين) من كتاب معجم أسر بني تميم – حمد الناصر آل وهيب – ج2 - ص642.

2/ مما يدل على أن الأسر الأربع المذكورة في صلح قسّامية تركة الأحساء يجتمعون في جد أعلى غير محدد التاريخ, ما دلت عليه شهادة عبدالله بن علي الخضيري و محمد بن زامل من أهالي بلدة الجنوبية عندما سُئل عن المانع والرشيدان فقال : ( أنهم رفاقة من آل سعود ) ثم قال ( وبخْص قربهم من بعضهم لبعض ما نبخصه ) وقولهم رفاقة من آل سعود يعني أنهم قرابة من آل سعود ولكن ليسوا منهم, وسعود من أجداد آل ربيعة, وفي هذه الشهادة تثبيت نسبهم إلى جد أعلى من سعود المذكور.
وقول عبدالله بن علي الخضيري دليل قاطع على أنهم لا يجتمعون في جد قريب وإنما يجتمعون في جد أعلى ومن المتيقن أن الجميع من آل حديثه.
3/ ما ذكره ابن عيسى في تهميشه على تاريخ المنقور من نسبة أسرتنا إلى ال جماز بدون ذكر المصدر الذي اعتمد عليه , فهي رواية عن مجهول , إذ هو لم يوضح رحمه الله عن من أخذ المعلومة , وهو مخالف لما نقله ابن عيسى نفسه في رواية مسندة عن أمير الخيس إبراهيم بن محمد بن هبدان في (مجموع ابن عيسى) عن جده محدث ، وهو مخالف أيضا لما استفاض عند أسرة آل هبدان أهل سدير وأهل القصيم , ومخالف لما هو مدون في كتب الأنساب.
علما أن أسرتنا آل هبدان و أسرة آل ربيعة لم يوافقون على ما ذكره ابن عيسى من النسبة إلى آل جماز ، ولذلك لا يوجد في مشجرات نسب الأسرتين ذكر لجماز.
بالإضافة إلى ذلك فإن آل جماز من أهل بلد ملهم ،المعروف عندهم أنهم ينتسبون إلى قبيلة بني خالد المعروفة وهو المستفاض والمشهور عند الجميع .

الوقفة السابعة :
شكر المؤلف ابن العم عبدالعزيز بن ابراهيم الهبدان وأفاد أنه استفاد من كتابه عن أسرة الهبدان ليوهم القارئ أنه كان مرجعا لكتابه في نسبة أسرة آل هبدان إلى آل جماز , وقد صدر بياناً من ابن العم عبدالعزيز بن إبراهيم بن هبدان ينفي إدعاء المؤلف حول كل ماذكر عن أسرتنا.
وفي الختام ليعلم المؤلف وغيره أننا مؤتمنون على أنسابنا ولسنا بحاجة للمؤلف أو غيره ليعرفنا بنسبنا, فعندنا من العلم من أسلافنا ومن الوثائق مافيه غُنية عن اجتهاد المؤلف وتخبطاته وآرائه الشخصية , ولن نسمح له بالخوض في نسب أسرتنا بالباطل , وعليه أن يتقي الله (فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) ويبقى حقنا الخاص بالمطالبة حيال المؤلف أمام الجهات المختصة متاحاً وماضياً .
والله الهادي والمستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رابط فيديو:  http://youtu.be/qMWdP3AiekA